الإمارات العربية المتحدة تكرِّم صاحب الرؤية وراء برنامج البلاد الطموح لارتياد الفضاء
في عام 2020، بعد عدة أشهر من بدء جائحة كوفيد-19، أطلقت وكالة الإمارات للفضاء مهمتها الأولى إلى كوكب المريخ - وهو إنجاز صُوِّر على الإصدار الثالث للورقة النقدية من فئة 1000 درهم إماراتي. وهذه المركبة الفضائية، التي أُطلِق عليها اسم "مسبار الأمل"، هي الأولى من نوعها التي تنطلق من بلد عربي للوصول إلى الكوكب الأحمر، وهي حاليا في مدارها في مهمة تستغرق سنة مريخية - ما يعادل 687 يوما على كوكب الأرض - وتزود العلماء بصورة كاملة عن مناخ كوكب المريخ.
وبهذا الإنجاز، تصبح الإمارات البلد الخامس الذي يصل إلى المريخ، والثاني في العالم (بعد الهند) الذي ينجح في إطلاق مسبار إلى مداره من المحاولة الأولى، وذلك بعد ست سنوات فقط من إنشاء وكالة الفضاء. وشرح عمران شرف، مدير مشروع مهمة المريخ، دوافع بلاده في عرض قدمه في مؤتمر تيد إكس في عام 2019. وقال: "إن عصر النفط لن ينتهي لأن النفط سينضب، ولكنه سينتهي بسبب التقدم... فهذا أمر يتعلق بالبقاء".
الإصدار الثالث من الأوراق النقدية من فئة 1000 درهم في دولة الإمارات العربية المتحدة
ويتمثل هدف الإمارات، في نهاية المطاف، في أن تصبح أول بلد يبني مستوطنة بشرية مستدامة على الكوكب الأحمر في غضون السنوات المائة المقبلة - وهي رؤية مستلهمة من الأب المؤسس للإمارات، الشيخ الراحل زايد بن سلطان آل نهيان. فلقد كان لدى الشيخ زايد طموحات في جعل البلاد مركزا لبحوث الفضاء وابتكاراته* ووجه استثمارات هائلة إلى مجالات العلوم. وخلال سبعينات القرن الماضي، التقى رواد فضاء ممن شاركوا في العديد من مهام أبوللو، حتى أن الرئيس الأمريكي آنذاك ريتشارد نيكسون أهداه قطعة من صخور القمر.
وتكريما لهذه الجهود، يصور آخر إصدار من العملة الورقية فئة 1000 درهم الشيخ زايد وهو ينظر إلى مجسم لمكوك فضاء "الأمل"، وصورة لرائد فضاء كعلامة أمنية تظهر على رقائق الأمان في وجهي الورقة النقدية. وحصلت هذه الورقة النقدية على جائزة "أفضل إصدار لورقة نقدية جديدة" في مؤتمر الطباعة عالية الأمان لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وإفريقيا بفضل تصميمها وخصائصها الأمنية المتطورة. ودخلت العملة الجديدة حيز التداول في ديسمبر 2022، أي في الشهر نفسه الذي عادت فيه الإمارات لصنع التاريخ بإطلاق أول مستكشف عربي للقمر في العالم.
ويبعث نجاح برنامج الفضاء رسالة إلى شباب المنطقة - وهو هدف تبناه الشيخ زايد، الذي أراد أن يترسخ حبه للعلم في أذهان الشباب الصاعد. والحقيقة أن نحو 90% من فريق العمل الإماراتي في مهمة المريخ تحت سن الخامسة والثلاثين، وثلثهم من النساء. وقال شرف: "إذا كانت الإمارات قادرة على الوصول إلى المريخ في أقل من خمسين عاما، فإنه يمكنكم أنتم [الشباب] فعل ما هو أكثر من ذلك بكثير".
أناليسا بالا هي عضو في فريق تحرير مجلة التمويل والتنمية.
الآراء الواردة في هذه المقالات وغيرها من المواد المنشورة تعبر عن وجهة نظر مؤلفيها، ولا تعكس بالضرورة سياسة صندوق النقد الدولي.
