الضفة الغربية وغزه

تقرير مقدم الى لجنة الاتصال المخصصة 1

17 سبتمبر 2018

القضايا الرئيسية

إن تزايد الخلافات بين أصحاب المصلحة الرئيسيين والعنف المتصاعد في غزة يهددان فرص السلام. إن الاحتجاجات في غزة ، والاضطرابات التي حدثت منذ يوم النكبة ونقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس في منتصف أيار / مايو ، تمثل أخطر تصعيد منذ حرب عام 2014. تشددت العلاقات بين الأطراف ، وسط سلسلة من القوانين الجديدة في إسرائيل. أعربت السلطة الفلسطينية عن تشككها في الدور الأمريكي كوسيط محايد في عملية السلام. لا يزال الوضع السياسي الداخلي متوتراً وقد توقفت خطط إعادة التوحيد.

التوقعات هشة على نحو متزايد. تستمر القيود الطويلة الأمد في العمل على كبح النمو، والذي يتفاقم بفعل التخفيضات الكبيرة في الدعم وخسائر الإيرادات. تعاني غزة بشكل غير متناسب ، مع تقلص اقتصادها وبروز الكارثة الإنسانية. من المتوقع أن ينخفض إجمالي الناتج المحلي إلى أقل من 2 في المائة سنوياً. إن حجب العائدات الضريبية بموجب التشريع الإسرائيلي الجديد سوف يقوض بشكل خطير الوضع المالي الهش. وستستمر الاختلالات في ميزان المدفوعات الخارجية في ظل استمرارية القيود التي تعرقل التنمية وتزيد من نقاط الضعف. سيؤدي النمو الضعيف والضغوط الديموغرافية إلى تفاقم البطالة والفقر ونصيب الفرد من الدخل بشكل كبير.

ويتمثل التحدي الأكبر في إحياء النمو وتخفيف حدة الفقر في مواجهة تقلص الموارد. وسيعتمد هذا أكثر من أي وقت مضى على قيام السلطة الفلسطينية وإسرائيل والمانحين معاً لضمان اتباع نهج شامل للإصلاحات. وتتمثل الأولوية في تنفيذ اجراءات التكيف التي تساعد على حماية الخدمات العامة الحيوية والإنفاق الاجتماعي والاستثمار ، وتفادي التراجع غير المنتظم في النفقات مما يؤدي الى اضطراب النمو. وستساعد الإصلاحات الرامية إلى تعزيز الإطار المالي العام والمؤسسات العامة في تحقيق هذا الهدف ، وتعزيز المساءلة العامة ، وطمأنة المانحين إلى أن الموارد ستنفق بشكل جيد. إن التقدم الأسرع في الحد بشكل منهجي من "التسرب المالي" - استناداً إلى مناقشات عادلة وشفافة بين السلطات الإسرائيلية والفلسطينية - سيكون أمراً حتمياً. إن اتخاذ إجراءات أقوى لتجنب تراكم مخاطر القطاع المالي والحفاظ على العلاقات المصرفية المراسلة أمر ضروري للحفاظ على الاستقرار المالي وضمان قدرة البنوك على دعم النشاط الاقتصادي. وأخيراً ، ستكون الخطوات الرامية إلى دعم المؤسسات الاقتصادية ، إلى جانب اتخاذ إجراءات لتخفيف القيود على الحركة والعبور ، عنصراً حاسماً في تثبيت استقرار غزة وإعادة تنشيط قدرة الاقتصاد الكلي على النمو.


1 يقدم صندوق النقد الدولي خدمات فنيه الى الضفة الغربية وغزه، بما في ذلك المشورة بشان السياسات في مجالات الاقتصاد الكلي والمالية العامة والتمويل فضلا على المساعدة الفنية، مع التركيز على الإدارة الضريبية، واداره النفقات العامة، والتنظيم والرقابة على القطاع المصرفي، والإحصاءات. وللاطلاع على اخر تقارير الخبراء، راجع الموقع الالكتروني www.imf.org/wbg

إصلاح الحوكمة الاقتصادية لدعم النمو الاحتوائي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وآسيا الوسطى

أحرزت بلدان منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى تقدما ملحوظا في تحسين الحوكمة الاقتصادية. ومع ذلك، تشير المسوح إلى استمرار شعور المواطنين ودوائر الأعمال بأن الحوكمة الضعيفة والفساد يمثلان مشكلتين كبيرتين في المنطقة.وتؤكد مؤشرات الحوكمة عموما هذه الرؤية.

ويمثل تحسين الحوكمة ومكافحة الفساد عاملين أساسيين في معالجة تداعيات جائحة كوفيد-19 وبناء مستقبل أفضل من أجل تحقيق تعافٍ مستدام واحتوائي. فالسيطرة القوية على الفساد في المنطقة، على سبيل المثال، تقترن بارتفاع الإيرادات المحلية، وزيادة كفاءة الاستثمارات العامة، وتحسُّن مخرجات التعليم.

وبينما تتباين أولويات الحوكمة وفقا لظروف كل بلد على حدة، فمن الممكن أن تهدف الإصلاحات إلى تحقيق ما يلي: 

  • زيادة الشفافية والمساءلة: ويشمل ذلك: زيادة فرص الحصول على المعلومات - بما فيها المعلومات المتعلقة بالموازنة العامة والبنك المركزي، وتوخي الانفتاح والشفافية في عمليات التوريدات الحكومية، مع نشر عقودها والمعلومات المتعلقة بالملاك المنتفعين للكيانات التي تتم ترسية العقود عليها، وتنفيذ ضوابط داخلية قوية ورقابة خارجية على الموارد العامة بما في ذلك عن طريق التدقيق المستقل، وزيادة المساءلة في المؤسسات المملوكة للدولة، وتعزيز نظم إقرار الذمة المالية.
  • تبسيط القواعد ودقة إنفاذها: من الممكن تبسيط التعقيدات في عمليات المؤسسات التي ترتكز عليها المالية العامة وما يرتبط بها من قواعد ولوائح تنظيمية للإدارة المالية العامة، ومن ثم رفع درجة كفاءتها. فمن شأن تبسيط إجراءات الأعمال أن يساعد على الحد من الروتين الإداري - ومواطن التعرض لمخاطر الفساد - وتحسين مناخ الاستثمار كما هو الحال بتحسين إنفاذ القواعد ووضع إطار معزز للرقابة المالية. 
  • تعزيز إطار مكافحة الفساد باعتماد قوانين وقواعد تنظيمية، والاستناد إلى الاتفاقيات الدولية والممارسات السليمة، وإنشاء مؤسسات فعالة لإنفاذها، وتعزيز أطر مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، وتيسير تبادل المعلومات على المستويين الداخلي والدولي. 
  • ويعد الالتزام رفيع المستوى والمشاركة من الأطراف المعنية على المستوى الوطني، لا سيما دوائر الأعمال، والنقابات، ومنظمات المجتمع المدني، بمثابة عاملين أساسيين لنجاح تنفيذ الإصلاحات الطموحة والمستدامة. وبإمكان الرقمنة أن تُحْدِث تحولا في الخدمات الحكومية والعلاقات مع دوائر الأعمال والأفراد ومن ثم زيادة الشفافية والكفاءة والمساءلة والثقة الشعبية.
  • ويدعم صندوق النقد الدولي بلدان منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى من خلال إسداء المشورة بشأن السياسات وتنمية القدرات بغية تعزيز الحوكمة، لا سيما في مجالات حوكمة المالية العامة، والرقابة على أنشطة البنوك المركزية والقطاع المالي، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، والإحصاءات. ومع صدور الموافقة على إطار الصندوق المعزز للانخراط في أنشطة الحوكمة في عام 2018، باشر الصندوق بتوسيع نطاق أعماله الرقابية لتشمل جوانب الفساد عبر الحدود الوطنية ومنها رشوة المسؤولين الأجانب وإخفاء عائدات أعمال الفساد.