الشباب.. ثروة المستقبل في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

27 أكتوبر 2017

تحتل المنطقة العربية، التي تضم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وباكستان، المرتبة الثانية عالمياً بعد إفريقيا جنوب الصحراء من حيث نسبة الشباب من مجموع السكان. فأكثر من 60% من سكانها دون سن الثلاثين.

 

لكن رغم ارتفاع مستوى التحصيل العلمي في المنطقة، نجد أن معدلات البطالة بين الشباب من أعلى المعدلات على مستوى العالم. فبطالة الشباب تبلغ 25% في المتوسط وتصل إلى أكثر من 30% في عشر بلدان في المنطقة. ويرى أكثر من 35% من الشباب العرب أن بطالة الشباب هي أكبر عقبة تواجه الشرق الأوسط حاليا، كما يرى حوالي 60% منهم أن العلاقات – أو الواسطة – عامل أساسي للنجاح في العثور على وظيفة.  


وتعتبر بطالة الشباب إهدارا كبيرا للموارد الثمينة في المنطقة. فربما كان النفط عنوان ثروة المنطقة في الماضي، لكن شبابها هم ثروتها المستقبلية.   


وسيدخل سوق العمل أكثر من خمسة ملايين عاملا جديدا سنويا على مدار الخمسة أعوام القادمة. وسيكون توظيف هذه الملايين تحديا أساسيا أمام المنطقة. لكن تحسن آفاق الاقتصاد العالمي يتيح فرصة للتقدم في الإصلاحات من أجل خلق فرص العمل. فمع تنفيذ السياسات الصحيحة التي تسهل تحقيق النمو بقيادة القطاع الخاص، والحد من الفساد والروتين الإداري، وتقديم الدعم الاجتماعي للفئات المحرومة، يمكن للمنطقة أن تحقق معدلات نمو أعلى وأكثر توليدا لفرص العمل تجني ثمارها فئات أوسع من السكان.  


وتشير تقديرات خبراء الصندوق إلى أنه إذا أمكن زيادة توظيف العمالة بمقدار 0.5 نقطة مئوية سنويا حتى عام 2030، سيصبح من الممكن الوصول بالنمو الاقتصادي إلى أكثر من 5% سنويا – صعوداً من مستواه التاريخي الذي يبلغ حوالي 3.9%. ويمكن تحقيق زيادة أكبر في النمو - بمعدل 5.9% سنويا – في بلدان المنطقة المصدرة للنفط.


وقد أطلقت بعض البلدان مبادرات ناجحة لخلق فرص العمل. ففي المغرب، مثلاً، ساعدت مبادرات الحكومة على إقامة وتشجيع منشآت صناعة السيارات. وتقع هذه المنشآت في المناطق الحرة بالدار البيضاء وطنجة، وتنتج حاليا 167 ألف سيارة، كما تحقق صادرات بأكثر من 3 مليارات دولار أمريكي، وتُشَغِّل أكثر من 85 ألف نسمة. وبالإضافة إلى ذلك، فهي تُحْدِث آثارا إيجابية على الاقتصاد المحيط بها، لأن أكثر من 40% من قطع غيار السيارات تأتي من موردين محليين.  
ويوضح نموذج المغرب كيف يمكن أن تكون التجارة والمشاركة في سلسلة الأنشطة العالمية ذات القيمة المضافة عبر بلدان المنطقة مصدرا مهما لخلق فرص العمل. ولكن لا يزال من الضروري تكثيف مثل هذه المبادرات كما أن بلدان المنطقة لا يزال عليها القيام بالمزيد حتى تحصد الثمار المنشودة من ثروتها الشبابية.


ولمزيد من المعلومات عن التحديات أمام النمو الاحتوائي في المنطقة العربية والحلول الممكنة لها.